skip to Main Content

تعد الطفولة والمراهقة من المراحل الدقيقة في تطور الفرد نفسيًا واجتماعيًا، وقد يترك المرور بظروف عصيبة خلال هاتين الفترتين ندوبًا وشروخًا قد ترافقه طيلة حياته، ويظهر الاضطراب النفسي لدى الأطفال عادة بشكل أعراض نفسية وبدنية، وقد يعاني الأطفال أيضا من الاكتئاب والقلق والخوف والغضب ومشاكل في النوم. للطفولة في سوريا قصص مؤلمة ونقطة سوداء في تاريخ البشرية، هم ليسوا مجرد أرقام بل مآسٍ لا حدود لها. أمّا الأطفال الذين عايشوا الحروب، فيعانون من الاضطرابات السلوكية وهي نتيجة حتمية لمشاعر الإحباط واليأس والتمرد والعنف التي قد تتولد في ذوات الأطفال نتيجة ما تعرضوا إليه من ألم الفقد والقهر، ومن انعكاس الانتهاكات على أفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم. وفي السياق ذاته، فإنّ الحروب والصراعات المسلحة قد تجعل من عالم الطفل أكثر تعقيدًا على اعتبار أنّها تقف، من منظوره، وراء سلبه لحقوقه الأساسية كالتعليم والإيواء وسلخه من بيئته الطبيعية وحرمانه من الإحساس بالأمان، وهو ما يعني بالضرورة أنّ الحروب قد تدفعه إلى حالة من الانهيار نتيجة حالة الرعب التي تهيمن على ذاكرته.

عملت في الفترة الممتدة بين 2012 و2013 على توثيق معاناة الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء في الخارج، من خلال مشروع متكاملٍ جسّد تراجيديا الحرمان لهؤلاء لأطفال من أبسط سبل العيش، والتعلّم والثقافة والصحة والعلاقات الأسرّية والأمان. كانت الكاميرا تئنُّ بين يديّ ككائنٍ بشريّ يترنّح بين مرارة الغربة وفقدان الوطن والحياة غير العادية التي فُرضت على الملايين من الأطفال، ممن هم في أعمارٍ صغيرةٍ لا يجدون سبيلًا سوى الخيمة المتهالكة تجاه برد الشتاء وحرّ الصيف وقسوته.

Back To Top