لا تكتمل أي زيارة إلى اسطنبول دون التوقف عند بازار التوابل ذي الأجواء الرائعة. وأنت في طريقك إلى محطة أمينونو بالترام، يواجهك سوقًا مقابلًا للجامع الجديد في اسطنبول يسمى السوق المصري (سوق التوابل)، ويعد من أكبر أسواقها حيث يحتل المركز التاني ما بين جميع الأسواق فى المدينة، ويحتوي على العديد من المحلات التجارية، نحو مايقارب من 140 محل تجاري. يوجد حوالي ستة مداخل لسوق التوابل، ويوجد المدخل الرئيسى للسوق أمام المسجد الجديد. يعود سبب تسمية هذا السوق بـ “المصري” إلى الوقت الذي كان الحكام العثمانيون يأخذون الضرائب من مصر، حيث صنع هذا السوق من الضرائب المصرية، وجعلته الحكومة العثمانية مركزاً لتجارة التوابل في تركيا. تم إعادة بناء هذا السوق عدة مرات، كانت آخر مرة تم فيها تجديد جدران هذا البازار في عام 2018، حتى يتمكن السائحون من رؤية بازارٍ قديمٍ جديد والتقاط بعض الصور التذكارية أثناء مرورهم أمام غرف البازار المختلفة. وكلمة mısır باللغة التركية لها معنيان: “مصر” و “الذرة” ومن المثير للاهتمام معرفة أنه لهذا السبب في بعض الأحيان بالخطأ يُقصد بـ “سوق الذرة”. هذا السوق كان منذ فترة طويلة مركزاً لتجارة التوابل في إسطنبول. يُطلق على سوق التوابل اسم “Koca Kasim Ağa”، المهندس المعماري الذي قام ببناء المبنى هو مصطفى آغا، وأيضاً يطلق عليه مبنى Spice Bazaar هو جزء من مبنى أكبر يُعرف باسم Yeni Jami (المسجد الجديد) في إسطنبول، وتم بناء Istanbul Spice Bazaar في عام 1660.

يضم السوق أيضا أشهى محلات بيع الحلويات الشرقية والغربية، ومحلات الهدايا والاكسسوارات التي تجمعُ مزيجاً من الثقافة التركية الحديثة والثقافة العثمانية القديمة، كما تتميز بعض المحلات بالسوق المصري ببيع ما يسمى راحة الحلقوم اللذيذة، وأشكالٍ متنوعة من الملبن والمكسرات والعسل والفاكهة وغيرها الكثير. يمكنك رؤية النقانق المعلقة، وتذوق الأجبان الملونة، وإلقاء نظرة على رموز اسطنبول وشراء الهدايا التذكارية من المحلات التجارية، ويمكنك أن تستمتع بكأس لذيذ من عصير البرتقال من البائعين المتجولين في السوق. هذا السوق على شكل حرف (L)، كما أن الهندسة المعمارية للسوق جميلة جداً والأسقف والجدران مصممة بشكل جميل وبالطبع ذوق أصحاب المتاجر في ترتيب بضائعهم ساعد في جعل الجو العام للسوق أكثر جمالاً. لذلك في رحلتك إلى اسطنبول الجميلة، لا تنسى وضع السوق المصري على جدول أعمالك.