skip to Main Content

فيلم “مالينا”

مالينا الرائعة الجمال التي سلبت العقول بجاذبيتها أصبحت مصدر أحلام ريناتو وملهمة خياله الجنسي وهو ‏أصبح بدوره يتبعها كظلها سراً يتجسس على كل تحركاتها بدافع الحب.‏ انطلقت الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي من خلال الفيلم السينمائي (مالينا) من المحليّة إلى العالمية، إذ استطاعتْ تجسيد نمطين متناقضين في امرأة واحدة.

تجسّد مالينا في النصف الأول من الفيلم،نمط (بينلوب)، الزوجة الوفية المخلصة ذات الجمال الخارق والمثير والتي تنتظر زوجها البطل (أوديس- نينو) ريثما يعود من الحرب، وتصدّ الجميع وفاءً لزوجها، تم تصوير الفيلم في صقلية، وكانت (مالينا) تنتظر عودة زوجها والذي يقاتل في (شمال أفريقيا)، والبحر ربما يعيد لها زوجها وربما لا يعيده، وشمال أفريقيا ربما تأتي بالنصر وربما لا. مات زوج مالينا في الحرب، وبدأت بينلوب بتغيير نمط حياتها القديمة والانتقال التدريجي إلى حياة جديدة، حيث قامت بقص شعرها الأسود الطويل (وهو يرتبط بفترة انتظار زوجها في غيابه)، ثمّ صبغتْ شعرها باللون الأحمر، لون (الحبّ والجنس والإثارة). وبدأت بارتداء الملابس المثيرة، ووضعت أحمر الشفاه الأحمر لاستهواء الرجال، مُشهِرة سيكارتها كرمزٍ ذكوريّ تتحدّى به الرجال. وهي بذلك تمثل تغييرًا اجتماعيًا ونقلة نوعية في طبيعة الحياة.

صحيحٌ أنّ شخصية مالينا تطغى على مجريات الفيلم بمعظمه، إلّا أنّ شخصية الفتى ريناتو تمثّل محورَ التجاوُز في ثقافة المجتمع المركزية، فهو يعيش في مجتمع مستنبد لا يستطيع البوح بالجمال أو حتى التعاطف معه، أو حتى يبوح بمكنوناته، وبفعل هذا تشكّلت لديه عقدة نفسية من الصراع بين الجمال والاستبداد، وتعمقت خلال فترة الحرب وهنا يتحدّث ريناتو مع مالينا للمرّة الأولى في حياته، مُتخلّصاً من عقدته السابقة، ليبدأ علاقةَ حبّ مع فتاة من جيله. فالمجتمع المستبدّ المعادي للجمال، يُنجب أبناءً مشوّهين نفسياً وعاطفياً، ولا بدّ من إعلاء قيمة الجمال، ليعيش ريناتو وجميع أبناء جيله حياةً سليمةً حرة وغير مستبدّة. يروي ريناتو المسن في نهاية الفيلم أنه التقى بالكثير من النسوة، وكثيراً ما كان يعانقهن وكنّ يطلبن منه ألا ينساهن، إلا أنه قد نسيهن جميعًا، عدا مالينا، وهي الوحيدة التي لا يمكن أن ينساها ما حيي.

Back To Top