تدور أحداث فيلم "الأسد"، عن (سارو)، وهو طفلٌ في الخامسة ينفصل عن أسرته بعد أن…
فيلم “إنقاذ الجندي ريان”
يعتبر فيلم “إنقاذ الجندي ريان” من الأفلام النادرة التي تقف عندها مندهشًا من القدرات التي تمتلكها السينما الأمريكية في التعامل مع تقنيات سينمائية بارعة تُقرّ بسيادة الحضارة الغربية وبتفرد الأمريكيين بقيادة العالم دون منافس. لقد عمل المخرج ستيفن سبيلبرغ على إضفاء مزيجٍ إنسانيّ لإظهار حضارة الجنديّ الأمريكي وتفوقه على أقرانه من الجنسيات المختلفة بشكلٍ مقصود وتسلّلت معانيها من خلال أحداث الفيلم. لقد قام معدّو الفيلم بجمع 20 مادة تقريبًا من معارك حقيقية لتقريب وقائع الفيلم لتبدو أكثر واقعية في نقل الدراما الحربية إلى الشاشة، ولذلك تكلّلت جهود الفيلم بالنجاح، وقد برع المخرج في تصوير عمليات القتل الدموية، ليصور للناس بأن الحلفاء بملابسهم الأقرب للزرقاء كانوا يستحقون ما هو أكثر من القتل، فكلما قابلت القوات الأمريكية والفرنسية أسرى ألمانا بادروا إلى قتلهم بدون شفقةٍ أو رحمة، ويمكن القول بأن المشهد المحوري الأخير من الفيلم هو نهاية السياق الإنساني للفيلم.
وفي خضمّ الأجواء الكارثية للحرب تكتشف مديرة القسم الخاص برسائل الرثاء الجذابة لأهالي القتلى الأمريكيين ذات مرة بأن هناك 3 إخوة تم قتلهم في معارك متقاربة ينتمون إلى عائلة «ريان»، وبقي الرابع مجهول المصير وهو جيمس فرانسيس رايان (مات ديمون)، ويصل الأمر لرئيس الأركان الأمريكي وقيل رئيس الجمهورية وقتها، فيأمر في إنسانيّة مفرطة بتكليف مجموعة حربية لإنقاذ «بريان» لئلا تفقد الأم أربعة أبناء في دفعات متتالية. هذه الإشكالية التي تنتشر في الفيلم وتشغل جزءاً كبيراً من نقاش الأبطال تتلاشى تمامًا قبل قرابة الثلث الأخير منه. فقد كانت ذريعة لا أكثر من المؤلف «روبرت رودات» و«سبيلبرغ» لإضفاء مسحة رومانسية على الفيلم شديد البؤس. عندما يتم العثور على الابن المُختفي، يرفض العودة لأمه باختصار، ومن ثم يضطر «ميلر» للبقاء مع مجموعة «ريان» المرابطة على جسر استراتيجي على نهر «مارديريت» قرب بلدة «راميل»، للدفاع عن الجسر.
حاول المخرج في نهاية الفيلم استعادة الجانب الإنساني بزيارة «ريان» لمقبرة «ميلر» قائده في مقابر «نورماندي» والتأكيد عليه أنه صار مواطنًا صالحًا من بعده. يمكننا القول أن «يانوش كامنسكي» أجاد تصوير لقطات كثيرة في الفيلم ونال جائزة الأوسكار، وحقّق إيرادات لأكثر من 480 مليون دولار. فيلم «إنقاذ الجندي ريان» مثال حي وقوي لسينما الرؤية الآحادية للأحداث والتي تم تصويرها ضمن إطار حربي وإنسانيٍ وقد تم استخدام تقنيات المونتاج والماكيير والتصوير والموسيقى التصويرية بشكل مُتقَنٍ من أجل تمجيد الأمريكيين.