skip to Main Content

الفطور السوري

يقودك الخيالُ وأنت تدخلُ إلى مطعمٍ شاميٍّ في اسطنبول إلى أجواء دمشق وعادات أهلها، فلا يمكنك أن تقاوم مائدة أهل الشام الصباحية، حيث تجتمع الرائحة الزكية، والنكهة الفريدة! تخيل معي أنك في بيت من بيوت الشام القديمة، حيث تقبع البحرة في المنتصف، وتصدح أصوات العصافير على شجرة النارنج التي تنشر عبَقَها في أرجاء البيت، وعند البحرة طاولةٌ اجتمع عليها أفراد الأسرة منتظرين الفطور السوري اللذيذ المكون من أطباق ساحرة مثل: (اللبنة الشهية والجبنة البلدية والزيتون بجميع أشكاله المغمور بالزيت البلدي الأصلي، ولا ننسى المكدوس المحشي بالجوز البلدي اللذيذ، وطبق الفول والحمّص التّقليدي المشهور بنكهته اللذيذة الغنية بالبروتينات المفيدة للجسم، وطبق الخضروات الصحي الذي ينعش القلب برائحته الفوّاحةِ ونكهته الرائعة). كانت وجبات الإفطار المعتادة التقليدية هي القاعدة الأساسية للفطور السوري، قبل أن تصطدم الحياة بإيقاع أسرع. ومع ذلك، يفضّل السوريون وجبة الإفطار ذات الأطباق الصغيرة عندما يستطيعون، وخاصة في عطلات نهاية الأسبوع، كما يرغبون في تناول الطعام معًا وهذا ما يدخل في ثقافة الأسرة السورية.

يتم تقديم وجبة الإفطار العائلية مع الأطعمة المختلفة في الأطباق الصغيرة. يأكل الناس مباشرة من هذه الأطباق المشتركة باستخدام الخبز السوري. يستخدمون الخبز بدلاً من الأواني. عند تناول الطعام، يقومون بتمزيق قطعة صغيرة من الخبز، وتشكيلها على شكل مغرفة واستخدامها لإخراج الطعام من الأطباق الصغيرة. تعتمد طريقة استخلاص الطعام على طبيعة الطعام (الزيتون والجبن، إلخ). وهذا ما يدخل ضمن أدبيات ثقافة الأكل لدى السوريين. هناك مكونان أساسيان لأي وجبة الإفطار: خبز البيتا السوري والشاي الأسود (عادة مع السكر). تسمى معظم الأطعمة التي تقدم على الإفطار “حواضر”، على سبيل المثال، الأطعمة تكون دائماً جاهزة، حيث يمكن تناول الطعام مباشرة من المخزن أو الثلاجة. لذلك يحتاج الناس فقط إلى إخراج الطعام من الحاوية / الجرة ووضعها في طبق التقديم، دون الحاجة إلى التدفئة أو الطهي. في سوريا، هناك محلات صغيرة متخصصة للبقالة تبيع فقط “الحواضر”، كما تباع في متاجر البقالة العادية.

Back To Top