skip to Main Content

فيلم “عقلٌ جميل”

الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار سنة 2001، من إخراج رون هوارد، وكتبه أكيفا جولدسمان. يحكي قصّةَ حياة جون فوربس ناش، الطّالب الشّاب المُنعَزل المغرم بالرياضيات والأرقام، الذي لا يعرف كيف يتعامل مع الجنس اللطيف، وحتى عندما أعجبت به طالبته إليشيا، كان يبدو كالطفل في مسائل الحب والتقارب، وحين تزوج إليشيا لم تكن حياتها سعيدة قبل نيله جائزة نوبل. من جهةٍ أخرى، كان جون ناش بارعًا في الرّياضيات، وسمي بالرّجل العبقري، حصل على كرسي التّدريس بالجامعة، ونال جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 1966. يستعمل جون ناش منطقه الرّياضي حتّى في حياته المعيشيّة، وفي الأمور التي يتصرف فيها النّاس عادةً بتلقائيّة، يصوّر الفيلم علاقة الذّكاء بشكلٍ عام وحالة جون ناش وبراعتِهِ في الرّياضيات، ومفهوم الذكاء العاطفي في الحياة الشخصية.

جون ناش في الفيلم لا يملك قدرات كبيرة في الحياة العاطفية والاجتماعية، ولم تنفعه كثيراً عبقريته في الرياضيات، على الأقل في بدايات حياته، في تحصيل هذه الحياة المليئة بالرضا والنجاح، إذ كان يفتقد نوعًا ما إلى الذكاء العاطفي للحياة الذي يتطلب إدراك وفهم مشاعر الآخر، والقدرة على إنتاج ردود أفعال وأحاسيس متناغمة، ويفتقر إلى القدرة على ربط علاقته مع الآخرين وأيضًا التعارف والتفاهم مع الجنس الآخر. أصيب جون ناش منذ بداية حياته بالفُصام، وقد عقد صداقةً مع تشارلز الوهمي وابنة شقيقه، كما أنه يتوهم بعلاقته مع وزيرالدفاع وأنه قادر على فك شيفرات ورسائل سرية، ولم تكن تلك إلا هلوسات انفصامه الاجتماعي.

بعد اكتشاف زوجته لمرضه النفسي، أصبح متقلبًا ويتحدث إلى الأوهام، أعلمت زوجته المصحة النفسية بالأمر، والتي أرسلت أشخاصاً لاعتقاله بعد أن رفض تقبّل العلاج، لتتأكد فرضيته بأنه ملاحق من طرف عملاء سوفييت، قبل أن يكتشف أخيراً حقيقةَ هلاوِسِه، ويضطرّ للتعايش مع شخصياتٍ وهميّة تُلاحقه طَوَال حياته، وقد سبَّبَ مرضُه معاناةً كثيرةً لحياتِه وحياةِ عائلتِه. استطاع جون ناش التّعايش مع مرضه الفُصامي، بفَضل علاقته القويّة بزوجته ومساعدتها له واقناعِه بضرورة الالتزام بالعلاج، ويمكننا القول بأن الأمراض النّفسية التي يصاب بها المبدعون، تتغذّى أساسًا من مَلَكَاتِهم العقلية والفنّيّة، وهو الأمر الذي يقودنا مرّة ثانية إلى موضوع أهمية الذكاء العاطفي وعلاقته مع العقل الرياضي، بحيث يخفّف من الضغوطات والتوترات النفسية قدر الإمكان.

Back To Top